فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة العنكبوت: الآيات 28- 30]:

{وَلُوطًا إذْ قالَ لقَوْمه إنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحشَةَ ما سَبَقَكُمْ بها منْ أَحَدٍ منَ الْعالَمينَ (28) أَإنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبيلَ وَتَأْتُونَ في ناديكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمه إلاَّ أَنْ قالُوا ائْتنا بعَذاب اللَّه إنْ كُنْتَ منَ الصَّادقينَ (29) قالَ رَبّ انْصُرْني عَلَى الْقَوْم الْمُفْسدينَ (30)}.

.اللغة:

{ناديكُمُ} النادي والندوة والمنتدى مجلس القوم نهارا أو المجلس ما داموا مجتمعين فيه وجمعه أندية ولا تقل نواد، وغلط صاحب المنجد فجمعه على نواد، وما يندوهم النادي أي ما يسعهم المجلس من كثرتهم. وقال الزمخشري: ولا يقال للمجلس ناد إلا ما دام فيه أهله فإذا قاموا عنه لم يبق ناديا.

.الإعراب:

{وَلُوطًا إذْ قالَ لقَوْمه إنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحشَةَ ما سَبَقَكُمْ بها منْ أَحَدٍ منَ الْعالَمينَ} عطف على إبراهيم أو منصوب بفعل محذوف تقديره اذكر، والظرف بدل اشتمال من لوطا وجملة قال في محل جر باضافة الظرف إليها ولقومه متعلقان بقال وجملة إنكم لتأتون مقول القول وان واسمها واللام المزحلقة وجملة تأتون خبرها والواو فاعل والفاحشة مفعول به وجملة ما سبقكم مستأنفة مسوقة لتقرير فحشها وهجنة فاعلها ورجح أبو حيان أن تكون حالية كأنه قال: أتأتون الفاحشة مبتدعين لها غير مسبوقين بها، وما نافية وسبقكم فعل ماض ومفعول به وبها متعلقان بسبقكم ومن حرف جر زائد وأحد مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل سبقكم ومن العالمين صفة لأحد.
{أَإنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبيلَ وَتَأْتُونَ في ناديكُمُ الْمُنْكَرَ} الهمزة للاستفهام الانكاري وانكم إن واسمها واللام المزحلقة وجملة تأتون خبر إن والرجال مفعول به وتقطعون السبيل عطف على تأتون الرجال، قيل انهم كانوا يفعلون الفاحشة بمن يمر بهم من المسافرين، فلما فعلوا ذلك ترك الناس المرور بهم فقطعوا السبيل بهذا السبب، وتأتون عطف أيضا وفي ناديكم متعلقان بتأتون والمنكر مفعول به.
{فَما كانَ جَوابَ قَوْمه إلَّا أَنْ قالُوا ائْتنا بعَذاب اللَّه إنْ كُنْتَ منَ الصَّادقينَ} الفاء عاطفة وما نافية وكان فعل ماض ناقص وجواب خبر كان المقدم وإلا أداة حصر وأن وما في حيزها اسم كان المؤخر وجملة ائتنا مقول القول وائتنا فعل أمر وفاعل مستتر ومفعول به وبعذاب اللّه متعلقان بائتنا وإن شرطية وكنت فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها ومن الصادقين خبرها وجواب إن محذوف دل عليه ما قبله أي فائتنا بعذاب اللّه.
{قالَ رَبّ انْصُرْني عَلَى الْقَوْم الْمُفْسدينَ} رب منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة وحرف النداء محذوف وانصرني فعل دعاء والفاعل مستتر والنون للوقاية والياء مفعول به وعلى القوم متعلقان بانصرني والمفسدين صفة للقوم.

.[سورة العنكبوت: الآيات 31- 35]:

{وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إبْراهيمَ بالْبُشْرى قالُوا إنَّا مُهْلكُوا أَهْل هذه الْقَرْيَة إنَّ أَهْلَها كانُوا ظالمينَ (31) قالَ إنَّ فيها لُوطًا قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بمَنْ فيها لَنُنَجّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ منَ الْغابرينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطًا سيءَ بهمْ وَضاقَ بهمْ ذَرْعًا وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ منَ الْغابرينَ (33) إنَّا مُنْزلُونَ عَلى أَهْل هذه الْقَرْيَة رجْزًا منَ السَّماء بما كانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنا منْها آيَةً بَيّنَةً لقَوْمٍ يَعْقلُونَ (35)}.

.اللغة:

{ذَرْعًا} الذرع: الطاقة والقوة وفي المصباح: ضاق بالأمر ذرعا عجز عن احتماله وذرع الإنسان طاقته التي يبلغها وعبارة الزمخشري: وقد جعلت العرب ضيق الذراع والذرع عبارة عن فقد الطاقة كما قالوا رحب الذراع بكذا إذا كان مطيقا له والأصل فيه أن الرجل إذا طالت ذراعه نال ما لا يناله القصير الذراع فضرب ذلك مثلا في العجز والقدرة وفي الأساس واللسان العجيب من مجاز هذه الكلمة إذ يقال: ضاق بالأمر ذرعا وذراعا إذا لم يطقه وأبطرت ناقتك ذرعها كلفتها ما لم تطق واقصد بذرعك واربع على ظلعك:
ارفق بنفسك، وما لك عليّ ذراع أي طاقة وطفت في مذارع الوادي وهي أضواحه ونواحيه وقد أذرع في كلامه هو يذرع فيه إذراعا وهو الإكثار وفلان ذريعتي إليك وقد تذرعت به إليه أي توسلت وسألته عن أمره فذرّع لي منه شيئا وذرعت لفلان عند الأمير:
شفعت له وأنا ذريع له عنده ووقع فيهم موت ذريع: سريع فاش وذلك إذا لم يتدافنوا واستوى كذراع العامل وهو صدر القناة وهو لك مني على حبل الذراع أي حاضر قريب وجعلت أمرك على ذراعك أي اصنع ما شئت.
هذا والذراع من الرجل من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى والساعد مؤنثة فيهما وقد تذكّر والذراع من المقاييس طوله بين الخمسين والسبعين سنتيمترا.
{رجْزًا} الرجز والرجس: العذاب من قولهم ارتجز وارتجس إذا اضطرب لما يلحق المعذب من القلق والاضطراب.

.الإعراب:

{وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إبْراهيمَ بالْبُشْرى قالُوا إنَّا مُهْلكُوا أَهْل هذه الْقَرْيَة} الواو عاطفة على محذوف يقتضيه السياق أي فاستجاب اللّه دعاء لوط وأرسل ملائكة لإهلاكهم وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بالذرية الطيبة فجاءوا أولا إلى إبراهيم. ولما ظرفية حينية أو رابطة وجاءت رسلنا إبراهيم فعل وفاعل ومفعول به وبالبشرى متعلقان بجاءت وجملة قالوا لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وجملة إنا مقول القول وإن واسمها ومهلكو خبرها وأهل هذه مضافين والقرية بدل من هذه وهي سذوم أو سدوم وقد تقدم تفصيل ذكرها فجدد به عهدا.
{إنَّ أَهْلَها كانُوا ظالمينَ} الجملة لا محل لها لأنها تعليل للإهلاك وان واسمها وجملة كانوا خبرها وظالمين خبر كانوا.
{قالَ إنَّ فيها لُوطًا قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بمَنْ فيها} إن حرف مشبه بالفعل وفيها خبرها المقدم ولوطا اسمها المؤخر وسيأتي معنى هذا الإخبار في باب البلاغة وقالوا فعل وفاعل ونحن مبتدأ وأعلم خبر وبمن متعلقان بأعلم وفيها صلة من.
{لَنُنَجّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ منَ الْغابرينَ} اللام موطئة للقسم وننجينه فعل مضارع مبني على الفتح وفاعله مستتر تقديره نحن وأهله عطف على الهاء أو مفعول معه وإلا أداة استثناء وامرأته مستثنى وقد تقدم هذا وجملة كانت حالية وكانت فعل ماض ناقص واسمها مستتر تقديره هي ومن الغابرين خبرها أي الباقين في العذاب.
{وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطًا سيءَ بهمْ وَضاقَ بهمْ ذَرْعًا} أن زائدة بعد لما تفيد المهلة مع الترتيب في وقتين متجاورين لا فاصل بينهما وقد تقدم نظيرها في يوسف وجملة سيء بهم لا محل لها وسيء فعل ماض مبني للمجهول وبهم متعلقان بسيء ونائب الفاعل هو ضمير المصدر أي جاءته المساءة والغم بسببهم على حد قوله:
يغضي حياء ويغضى من مهابته ** فما يكلّم إلا حين يبتسم

وسيأتي تفصيل لهذا في باب الفوائد. وضاق بهم عطف على سيء وذرعا تمييز محول عن الفاعل أي ضاق ذرعه بهم، ويحتمل أن نائب الفاعل ضمير يعود على لوط {وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ منَ الْغابرينَ} الواو استئنافية وقالوا فعل وفاعل وإنا وإن واسمها ومنجوك خبرها والكاف في موضع جر بالإضافة وعلى هذا تنصب وأهلك بفعل محذوف أي وننجي أهلك، وما بعده تقدم إعرابه.
{إنَّا مُنْزلُونَ عَلى أَهْل هذه الْقَرْيَة رجْزًا منَ السَّماء بما كانُوا يَفْسُقُونَ} أن واسمها ومنزلون خبرها وعلى أهل هذه القرية متعلقان بمنزلون ورجزا مفعول به لمنزلون لأنه اسم فاعل ومن السماء صفة لرجز وبما الباء سببية وما مصدرية أي بسبب فسقهم، وكان واسمها وجملة يفسقون خبرها.
{وَلَقَدْ تَرَكْنا منْها آيَةً بَيّنَةً لقَوْمٍ يَعْقلُونَ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق وتركنا فعل وفاعل ومنها متعلقان بتركنا أو هو المفعول الثاني لها وآية مفعولها الاول وبينة صفة لأن ترك اختلف فيها النحاة فمنهم من جعلها تتعدى إلى واحد ومنهم من جعلها بمعنى صير فإلى مفعولين وهو اختيار ابن مالك وأنشد:
وربيته حتى إذا ما تركته أخا ** القوم واستغنى عن المسح ساربه

ولقوم متعلقان ببينة وجملة يعقلون صفة لقوم.

.البلاغة:

فن الاشارة:
في قوله: {أن فيها لوطا} فن الاشارة وقد تقدم ذكره كثيرا في هذا الكتاب فليس المراد إخبارهم بكون لوط في القرية وإنما هو جدال في شأنه لأنهم ذكروا أن أهلها سيهلكون بسبب امعانهم في الظلم فاعترض عليهم بأن فيها من هو بريء الساحة من الذنب لم يجترح ذنبا ولم يقترف إثما ولم يشارك قومه فيما هم ممعنون فيه من غي وارتكاس وفي هذا كله أيضا إشارة إلى أن من واجب الإنسان المؤمن أن يتحزن لأخيه وأن يسارع إلى رد الحيف عنه ويتشمر للدفع عنه وهذا من بليغ الاشارة وخفيها.

.الفوائد:

نائب الفاعل:
ينوب عن الفاعل بعد حذفه واحد من أربعة:
1- المفعول به نحو {وغيض الماء وقضي الأمر}.
2- المجرور بحرف الجر نحو {ولما سقط في أيديهم} شريطة أن لا يكون حرف الجر للتعليل فلا يقال وقف لك ولا من أجلك ويقال في إعرابه انه مجرور لفظا بحرف الجر مرفوع محلا على أنه نائب فاعل، غير انه إذا كان مؤنثا لا يؤنث فعله بل يبقى مذكرا فلا يقال ذهبت بفاطمة بل ذهب بفاطمة.
3- الظرف المتصرف المختص نحو مشي يوم كامل وصيم رمضان، والمراد بالظرف المتصرف ما يصح الإسناد اليه كيوم وليلة ودهر وشهر وغير المتصرف ما لا يصح الاسناد اليه كحيث وعند، والمراد بالمختص أن يكون مفيدا غير مبهم ويكون مختصا بالوصف نحو جلس مجلس مفيد أو بالإضافة نحو سهرت ليلة القدر أو بالعلمية نحو صيم رمضان فلا تنوب عن الفاعل الظروف المبهمة نحو زمان ووقت ومكان غير مضافة.
4- المصدر المتصرف المختص نحو {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} فنفخة نائب الفاعل وهو مصدر متصرف يصح الإسناد إليه ومختص لكونه موصوفا ويمتنع سير سير لعدم الفائدة، وقد ينوب عن الفاعل في المصدر المتصرف المختص ومنه قول الفرزدق:
يغضي حياء ويغضى من مهابته ** فما يكلّم إلا حين يبتسم

فيكون المعنى يغضي الإغضاء المعهود وهو إغضاء الإجلال من مهابته فنائب الفاعل ضمير الإغضاء المفهوم من يغضي، ولا يجوز أن يكون من مهابته في موضع الرفع على أنه نائب الفاعل لأن حرف الجر هنا للتعليل فهو في محل نصب على أنه مفعول من أجله، ومن أمثلته أيضا قول طرفة بن العبد البكري:
فيا لك من ذي حاجة حيل دونها ** وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله

فيكون المعنى حيل الحول المعهود، ولا يصح أن يكون الظرف لأنه غير متصرف.

.[سورة العنكبوت: الآيات 36- 40]:

{وَإلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا فَقالَ يا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخرَ وَلا تَعْثَوْا في الْأَرْض مُفْسدينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا في دارهمْ جاثمينَ (37) وَعادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ منْ مَساكنهمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَن السَّبيل وَكانُوا مُسْتَبْصرينَ (38) وَقارُونَ وَفرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بالْبَيّنات فَاسْتَكْبَرُوا في الْأَرْض وَما كانُوا سابقينَ (39) فَكُلًا أَخَذْنا بذَنْبه فَمنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْه حاصبًا وَمنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا به الْأَرْضَ وَمنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ ليَظْلمَهُمْ وَلكنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلمُونَ (40)}.

.اللغة:

{وَلا تَعْثَوْا} ولا تفسدوا وفي المصباح: عثا يعثو وعثي يعثى من باب قال وتعب أفسد فهو عاث وفي القاموس: وعثا كرمى وسعى ورضي عثيّا وعثيّا وعثيانا، وعثا يعثو عثوّا أفسد.
{الرَّجْفَةُ} الزلزلة الشديدة وفي الأساس: ورجفت الأرض {فأخذتهم الرجفة} {يوم ترجف الأرض والجبال} ورجف الشجر وأرجفته الريح ورجف البعير تحت الرحل والمطي تحت رحالها رواجف ورجّف، وجاءنا شيخ ترجف عظامه. ومن المجاز: خرجوا يسترجفون الأرض نجدة وارتجفت بهم دفتا الشرق والغرب وأرجفوا في المدينة بكذا إذا أخبروا به على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصيح عندهم وهذا من أراجيف الغواة والإرجاف مقدمة الكون وتقول: إذا وقعت المخاويف، كثرت الأراجيف.
{حاصبًا} ريحا عاصفة فيها حصباء وفي المختار: عصفت الريح اشتدت وبابه ضرب.

.الإعراب:

{وَإلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا فَقالَ يا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخرَ} الواو عاطفة والى مدين متعلقان بمحذوف معطوف على أرسلنا في قصة نوح أي وأرسلنا إلى مدين شعيبا وأخاهم مفعول به وشعيبا بدل أو عطف بيان والفاء عاطفة وقال فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو ويا حرف نداء وقوم منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة وقد مر حكم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم واعبدوا اللّه فعل أمر وفاعل ومفعول به وارجوا عطف على اعبدوا واليوم مفعول به والآخر صفة لليوم.
{وَلا تَعْثَوْا في الْأَرْض مُفْسدينَ} الواو عاطفة ولا ناهية وتعثوا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعل وفي الأرض متعلقان بتعثوا ومفسدين حال.
{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا في دارهمْ جاثمينَ} الفاء عاطفة وكذبوه فعل ماض وفاعل ومفعول به، فأخذتهم الفاء عاطفة وأخذتهم فعل ماض ومفعول به مقدم والرجفة فاعل مؤخر.
{فأصبحوا} عطف على فأخذتهم والواو اسم أصبح وفي دارهم متعلقان بجاثمين وجاثمين خبر أصبحوا.
{وَعادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ منْ مَساكنهمْ} الواو عاطفة وعادا مفعول به لفعل محذوف معطوف على ما قبله أي وأهلكنا عادا، وثمودا عطف على عادا بالصرف وتركه والواو عاطفة وقد حرف تحقيق وتبين فعل ماض وفاعل مستتر تقديره إهلاكهم وقدره بعضهم آيات بينات تتعظون بها وتتفكرون فيها ومن مساكنهم متعلقان بتبين أي من جهة مساكنهم إذا عرجتم بها.
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَن السَّبيل وَكانُوا مُسْتَبْصرينَ} الواو عاطفة وزين فعل ماض ولهم متعلقان بزين والشيطان فاعل وأعمالهم مفعول به فصدهم عطف على زين وعن السبيل متعلقان بصدهم والواو حالية وكانوا فعل ماض ناقص والواو اسمها ومستبصرين خبرها أي والحال أنهم كانوا متمكنين من النظر والاستبصار ولكنهم أصموا آذانهم وأغشوا عيونهم عن الحق ورؤية معالمه.
{وَقارُونَ وَفرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بالْبَيّنات فَاسْتَكْبَرُوا في الْأَرْض وَما كانُوا سابقينَ} وقارون معطوف على عاد، وفرعون وهامان عطف عليه وقدم قارون لقرابته من موسى أي أهلكناهم جميعا والواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق وجاءهم فعل ومفعول به مقدم وموسى فاعل وبالبينات متعلقان بجاءهم فاستكبروا عطف على جاءهم وفي الأرض متعلقان باستكبروا والواو حالية وما نافية وكانوا كان واسمها وسابقين خبرها أي أنهم لجوا في طغيانهم ولكنهم لم يكونوا فائتين فأدركهم عذابنا.
{فَكُلًّا أَخَذْنا بذَنْبه فَمنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْه حاصبًا} الفاء الفصيحة أي إن شئت أن تعرف مصيرهم فقد أخذنا كلا منهم بذنبه.
{وكلًّا} مفعول مقدم لأخذنا وأخذنا فعل وفاعل، فمنهم الفاء عاطفة ومنهم خبر مقدم ومن مبتدأ مؤخر وهي نكرة موصوفة وأرسلنا صفة وعليه متعلقان بأرسلنا وحاصبا مفعول أرسلنا.
{وَمنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا به الْأَرْضَ وَمنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا} الواو عاطفة ومنهم خبر مقدم ومن مبتدأ مؤخر وجملة أخذته الصيحة صفة، ومنهم من خسفنا به الأرض: عطف على سابقتها وكذلك ومنهم من أغرقنا.
{وَما كانَ اللَّهُ ليَظْلمَهُمْ وَلكنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلمُونَ} الواو عاطفة وما نافية وكان اللّه كان واسمها واللام لام الجحود ويظلمهم منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود والواو حالية ولكن مخففة مهملة وكانوا كان واسمها وأنفسهم مفعول مقدم وجملة يظلمون خبر كانوا.